ما هي مميزات النمط الوصفي عن غيره من الأنماط؟

+النصوص في اللغة العربية :

تنفرد اللغة العربية عن غيرها من اللغات السائدة بكم هائل من الميزات والخصائص التي تمنحها مكانة مرموقة بين اللغات، ومن أهم ما ميّز اللغة العربية ظهور ما يعرف بالنصوص النثرية إلى جانب الشعر مسبقاً، حيث ظهرت النصوص النثرية في نهاية القرن التاسع عشر نتيجة الاحتكاك بين الثقافتين العربية والغربية الأوروربية الحديثة، فدأب علماء اللغة العربية إلى تصنيف النصوص إلى نوعين رئيسين؛ وهما: نصوص أدبية تشمل النصوص الوصفية والسردية، والنصوص غير الأدبية، وهي المعلوماتية والإرشادية.

+النمط الوصفي:

هو فنُّ من فنون الكتابة الأدبية، التي تهدف إلى نقل الوقائع بطريقة تأملية وصفية، تقوم على الملاحظة الدقيقة والنظر الثاقب، ويتطلب النمط الوصفي قدرة عالية على التعبير والمهارة اللغوية.

+خصائص النص الوصفي:

ينفرد بوجود مقدمة وعرض وخاتمة. يكثر استخدام الضمير الغائب. يُستخدم فيه التصوير والمجاز والتشبيه. يغلب على مفرداته وتراكيبه الألفاط الدالة على الحركة أو اللون أو الحواس. تستخدم فيه غالباً مؤثرات صوتية متفاوتة؛ كالطباق والجناس والسجع أيضاً. يشيع استخدام التراث والأمثال والشعر في النص. يغلب عليه طابع التعمق بدقائق الأمور وتفصيلها. تُوظف فيه كافة الأساليب الإنشائية، ومنها: الاستفهام والتعجب. يتميز بكثرة استخدام الفعل الماضي والمضارع، والظروف الزمانية والمكانية.

++الإكثار من الصفات:

ترتكز بنية النص الوصفي على وجود صفات على شكل خبر أو صفة أو حال، وقد تكون جملة أو مفردة، وغالبًا ما يوجد في النص صفاتٌ داخلية وأخرى خارجية، فالمقصود بالداخلية أي الصفات المعنوية، أما الخارجية هي ما تراه العين، ومن الأمثلة على النص الوصفي: “نداء فتاةٌ في العاشرة من عمرها، تتمتع ببشرة بيضاء ناعمة ووجه مدورٌ وعيناها زرقاوان كزرقة السماء الصافية في يومٍ صيفيٍّ جميل”، مثالٌ آخر: “حقًّا إنَّ نداء فتاة رائعة يقول عنها ذلك كل من يعرفها أو يصادفها”.

++استخدام الفعل الماضي والمضارع:

إنَّ كتابة النَّص الوصفي تعني بالضرورة استخدام الفعل الماضي والمضارع لأنَّهما الفعلان اللذان يمكن من خلالهما عرض الكلام والتأثير بالقارئ باستخدام صيغة الوقت الحالي والماضي الذي يخدم المعنى، كما أنَّ الفعل الماضي والحاضر يضفي على النص حركةً واستمرارًا، وخاصَّة أنَّ وظيفة النمط الوصفي هي تشويق القارئ لمعرفة ما سيحدث ويستخدم ذلك غالبًا في القصص وكذلك يضفي على النص الأدبي زخرفة جميلة وزينة مبهرجة.

كما يعمل على الكشف عن الذات المتكلمة وما هي المعارف التي تملكها والأفكار التي تحملها، إذًا فإنَّ النمط الوصفي في عمومه يحمل فائدة للقارئ والكاتب معًا، وهو بالتَّالي يكشف أوراق الجميع.

ومن الأمثلة على استخدام الفعل الماضي والمضارع في النمط الوصفي: “يجلس أبي في سيارته على مقعد جميلٍ ملوَّن، وما إن يدير المفتاح فيها حتى تعمل بكل نشاط، وقد رآها ابن عمي وهي واقفة أمام باب المنزل تلمع باللون الذهبي فأعجب بها أشد إعجاب”.

+استخدام الأساليب الانفعالية:

تبرز أهمية استراتيجيات النص الوصفي في توصيل المعنى إلى ذهن القارئ بدقة عالية، وقدرة النص على دمج القارئ به، واستخدام الأساليب الانفعالية في النص؛ لأنَّ النص في الأصل قائم على الأفكار الذاتية أي بمعنى آخر هو قائم على الأسلوب الإنشائي، الذي يدخل فيه التمني والتفضيل والمدح والذم والتعجب وغير ذلك من الأساليب الانفعالية.

ومن الأمثلة التي توضح الأساليب الانفعالية في النمط التفسيري: “نظر رائد إلى الطريق من نافذة المدرسة فرأى فقيرًا يقف على على قارعة الطريق لا يلتفت إليه أحد، وكم كان منظره يبعث الشفقة في النفوس! وما أقبح ما يفعله النَّاس، فهم لا يلتفتون إليه ولا يعيرونه أدنى اهتمام، يا له من موقف تقشر له الأبدان!” وهنا يتوضح استعمال الكاتب لأسلوب التعجب عندما قال: “كم كان منظره يبعث الشفقة في النفوس!” وبهذه الجملة يتوضح استعمال الكاتب للأسلوب الانفعالي في نصه الوصفي.

أنماط النص الوصفي الوصف بالقول:

ويتمثل بذكر المشهد موصوفاً بأسلوب غير مباشر بالاعتماد كلياً على اللغة والذاكرة. الوصف بالفعل: وذلك من خلال نقل المشهد فعلياً بكل أحداثه ووقائعه، ويندمج معه السرد. الوصف بالرؤية: ويأتي هذا النمط عند إبراز الواصف لصفات الموصوف، ومعاينتها عن كثب.

+مقوّمات النص الوصفي:

من أهم مقوّمات النص الوصفي ما يأتي:البنية التنظيمية:

تشمل البنية التنظيمية الآتي:

التعريف: يشمل كلاً من رأس الموضوع، والموضوع ذاته الذي تتناوله. الوصف: نعني به الشيء الموصوف، هل هو شيء، أو مكان، أو شخص، ويجب أن يتضمن صفات الموصوف وسماته.

الأحداث: تشكل البناء الداخلي للموضوع الذي تتناوله القطعة، ويشمل كيفية العرض والتقديم، وهل طريقة العرض هذه موضوعية أو زمنية، ويستخدم لكل طريقة ألفاظ محددة في عرض المعلومات، مثل الترقيم: أولاً، ثانياً، وهكذا.

التصنيف: هي استراتيجية التنظيم المستخدمة من قبل الكاتب، والذي يضعها ضمن مجموعات مترابطة أو أصناف.

المقارنة: يتم فيها تحديد الأفضل من بين عدة خيارات، وذلك من خلال توضيح مدى الاتفاق والاختلاف.

الأسباب والمؤثرات: فيها يتم توضيح المسببات والمؤثرات التي أدت لحدوث أمر ما.

الإقناع: هي محاولة الكاتب في إقناع القارئ بصحة ما يصفه، من خلال الأفكار والبراهين التي يعرضها الكاتب خلال النص.

الألفاظ والمعاني: هي الألفاظ التي يستخدمها الكاتب في وصف الموضوع بهدف تأدية المعنى المراد.

المراجع: هي ما رجع إليه الكاتب من مؤلفات لأخذ المعلومات وتقدم البراهين.

المصطلحات: هي ما يتم التعبير من خلاله عن الأفكار وهي ألفاظ مفتاحية.

نصائح في كتابة النص الوصفي :

هنالك عدد من النصائح في كتابة النص الوصفي ومنها:

يحتاج قارئ النص الوصفي إلى تخيل المشاهد والصور الفنية التي يحويها النص، لكن يجب أن يبتعد الكاتب عن الغوص في التفاصيل بطريقة مملة وبطئية.

• يبدأ الكاتب بوصف شخصيات النص بعد التعريف عنها في أقرب وقت، لكن دون وصفها أكثر من اللازم، ليتيح للقارئ أن يعمل عقله وخياله ويملأ بعض التفاصيل الخاصة به، وهذا العنصر للنص الوصفي يتيح للقارئ أن يدعم صورة الشخصية في ذهنه.
• يرسم الكاتب صورة حقيقية ملموسة تجعل القارئ يستخدم حواسه الخمسة في تخيلها قدر المستطاع، ومن ذلك حواس اللمس والتذوق والشم، لكن الأفضل ألا يستخدم أكثر من حاسة في نفس المشهد.
• يصف الألوان واستخدامها في النص بشكل جيد.
• تساعد الاستعارات التشبيهية على إعطاء قوة للنص، مما يجعل القارئ يتفاعل مع مزاج الكاتب وأفكاره، فعلى الكاتب أن يضع في نصه أفكاره ويخلق استعاراته الخاصة به.
• يوجد للقارئ دور في التفكير بالنص بدلاً من قول كل التفاصيل له. يجعل بعض التفاصيل مخفية يعطي لمسة فنية للنص ويجعل ذهن القارئ يعمل ويتفاعل معه.
• تستخدم بعض التفاصيل الخاصة بالمواقع أو الشخصيات التي يقوم الكاتب بوصفها، يفضل أن يجري الكاتب بعض الأبحاث عنها، وذلك ليشارك القارئ بهذه التفاصيل بعد أن رآها حقاً.